أكدت نادية ياسين، ان جماعة العدل والاحسان ضد النظام الملكي، وأن المغرب يعيش غلياناً، هو الطوفان الذي سبق لوالدها عبد السلام ياسين أن تحدث عنه منذ 30 سنة
وقالت نادية ياسين في حوار خصت به صحيفة (لوتون) في معرض ردها عن موقفها من المراجعة الدستورية المرتقبة، إن الدستور الحالي دستور ممنوح. مؤكدة في نفس الوقت أن الدستور المغربي اليوم لم يعد في حاجة : "إلى تنقيح، فقد عفا عنه الزمن في عمومياته وتفاصيله، لم يعد تجميل الدستور هو الحل، بل دفنه وإقباره.. نحن في حاجة إلى دستور منبثق عن السيادة الشعبية، وليس عن أمر ملكي".
وعن موقفها من مجلس النواب اعتبرت نادية ياسين، أن البرلمان المغربي مجرد "سيركّ، وأنه مسلوب السلطة من طرف السلطة التنفيذية، معتبرة أن سخط الشعب المغربي على البرلمان، نابع من خيبة أمل معيشة من نواب لا يمثلون إلا أنفسهم، ومن تقسيم سياسي معد سلفا، و يكشف الواقع الحالي أن المقاطعة القوية للانتخابات الأخيرة لم تكن تعبيرا عن اللامبالاة، وإنما عن الغياب التام للثقة في المؤسسة التي يفترض أنها تمثل الشعب.
وحول ما إذا كانت جماعة العدل والاحسان ضد النظام الملكي، أكدت نجلة عبد السلام ياسين، أن معارضة الجماعة لا تخص النظام الملكي وحده في المغرب، بل هي ضد مفهوم "الملكية الوراثية" التي تحرص على أن تستمد مشروعيتها من القرآن.
وعن الموقف من الانتخابات التشريعية المقبلة خلال سنة 2012، قالت نادية ياسين : كل ما أعلمه أنني لا أعلم شيئا، هكذا علمنا سقراط الفيلسوف، وعلمتنا الثورات المصرية والتونسية والبحرينية واليمنية والليبية وغيرها.
وحول الموقف الذي ستتخذه الجماعة في حالة ما إذا تم إعفاء عباس الفاسي من الوزارة الأولى، قالت نادية ياسين : .. مامفاكينش.. لسنا سذجا، أعتقد أنه لا بد للمخزن أن يرضخ للواقع ويقبل بتغيير حقيقي وجذري...أما عباس الفاسي فهو مجرد حجاب سياسي من جهة، ومن جهة أخرى فهو ليس الأكثر خطورة في مجال الأعمال اللصيق بالسلطة المطلقة التي يكفلها الدستور.
وعن الموقف من تسارع الأحداث بشكل كبير في الوطن العربي قالت :"..هناك بالفعل وفيات في خريبكة، والشبكة العنكبوتية تغص بشباب غاضب ذي خطاب لاذع ينم عن كراهية تؤلم القلب.. أليست هذه عاصفة بلدنا؟، ألم ينطلق تسلسل الأحداث فعلا؟، عندما نستحضر جحافل العاطلين الذين ينتظرون توظيفهم، وانعدام الأمن في المدن، وحرب الطرق، والفساد الممنهج، والأمازيغ المستائين، والصحراويين الذين لم يهضموا "الحكرة" الحسنية، والريفيين الذين أخرجوا الملابس الملطخة بالدماء المخبئة منذ عقود...؟ ...حذًّر والدي بالفعل، قبل 30 عاما، من الطوفان السياسي إذا لم نرجح اختيار منظومة من القيم وقاسم مشترك يوحدنا ويجنبنا التشرذم".