قال أجاي بانغا، رئيس البنك الدولي، اليوم الأربعاء 11 أكتوبر 2023، إن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة على الأرجح لفترة أطول ما سيؤثر على استثمارات الشركات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف خلال ندوة صحفية نظمت صباح اليوم خلال أشغال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بمراكش، أن البنك الدولي سيعود "بالتأكيد" إلى المساهمين للمطالبة بقدرة إقراض إضافية ليصبح بنكا "أكبر". وأبرز "في نهاية المطاف، سيحتاج البنك الدولي إلى ميزانية أكبر".
واعتبر رئيس البنك الدولي أن الحروب تمثل تحديا كبيرا للبنوك المركزية التي تحاول إيجاد طريقة لتوجيه اقتصاداتها نحو الاستجابة للتحولات المتسارعة.
وقال بانغا إن الدول بحاجة إلى بذل جهد أكبر لاستخدام الأدوات المتاحة لمحاولة إعادة هيكلة ديون الدول الفقيرة المتعثرة قبل محاولة استبدالها. وحسب بانغا، فقد ساعدت المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية، والتي ستجتمع في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في بعض الحالات، مثل إعادة هيكلة ديون زامبيا.
وقال أجاي بانغا إن الصين شريك تعاوني مع مقرض التنمية، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الشفافية بشأن عقود الديون من أجل تسريع إعادة هيكلة الديون للفقراء.
واستهل رئيس مجموعة البنك الدولي، أجاي بانغا، كلمته مشيدا بطريقة تعامل المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع آثار زلزال 8 شتنبر، ولاسيما على قطاع التعليم بالمناطق المتضررة.
واستحضر لقاءه مع عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، وقال إن "المغرب قام بعمل جيد خلال السنوات الأخيرة ويستطيع القيام بأكثر من ذلك".
بعد ذلك، تحدث، أيضا، عن المجهودات المتضافرة التي يقوم بها البنك الدولي لمعالجة معضلات التغذية وأزمة المناخ وغيرهما من التحديات، موضحا أن الشعوب تواجه معا هذه المخاطر، وقال "إنها فعلا عاصفة مكتملة الملامح"، ولم يغفل كذلك الأولوية التي يعطيها البنك لقطاعي التعليم والصحة.
وارتباطا بهذا الجانب، أوضح بانغا أن البنك الدولي يحاول وضع 50 في المائة من الأموال الموجهة للتخفيف من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون وتعزيز التكيف.
ولفت رئيس البنك الدولي الانتباه إلى رغبة دول الجنوب في أن تسمع أصواتها، تحصل على توجيه الأموال لبلدانها، مؤكدا أن هذا الأمر مهم ولكن هناك تحديات الدين وتحديد أولويات عمل هذه الأقطار مع القضايا التي تتطلب التمويل، مشيرا إلى أن الميزانيات الموجهة للبلدان المستفيدة عليها أن توضع رهن إشارة احتواء الجميع خاصة النساء والأطفال لتعزيز الاقتصادات.
كما ركز على أهمية الشباب مع الدعوة للعمل على توفير شروط اندماجهم في الحياة العملية وتوفير فرص الشغل الملائمة تعزيزا لشعورهم بالكرامة. ودعا إلى تسخير كل الإمكانيات لاستئصال آفة الفقر، واعتبر أن هذه القضايا ينظر إليها البنك الدولي من زاوية ارتباطها وتداعياتها على المجتمعات.
وعن كيفية عمل البنك قال بانغا إن هذه المؤسسة تعمل على كفاية رأسمال البنك قبل اجتماعات الربيع، موضحا أنه قام بضمانات المحتفظ والرأسمال الهجين، مشيرا إلى أنه إذا تمكنت الدول الأعضاء من ضخ الأموال، فإن هذا الرأسمال الهجين سيعزز أصول البنك ويمكن أن تحقق 150 مليار دولار من الطاقة الإقراضية في العقد المقبل، أي بنسبة زائد 20 في المائة، معتبرا أن هذا الأمر "مهم"، وسيجعل أداء البنك أكثر فعالية.
وعقب تطرق لعلاقة البنك الدولي مع البنوك متعددة الأطراف، قال بانغا إن نصف الإقراض يتوجه نحو إفريقيا التي يعتبر بها النمو السكان هو الأول، وشدد على أن البنك يطمح إلى أن يتحقق بالقارة تعاون محلي وتقارب تجاري واستثماري. وأكد رئيس البنك الدولي أن المغرب يعتبر شريكا للبنك في مخططات التنمية.
وحول الاستقرار المالي والاستقرار الكلي، أفاد أن الاقتصاد العالمي بدأ بأداء أفضل هذا العام، مشيرا إلى أن التضخم شرع في التراجع، مؤكدا أن أسعار الفائدة ستستمر على ما هي عليه الآن لمدة أطول.