النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي.. ما الأسباب؟

التقديرات تشير إلى أن نحو 10% من جميع الأطفال، أولاد وبنات، يعانون من الصداع النصفي في مرحلة ما.

يعاني نحو 800 مليون شخص بأنحاء العالم من الصداع النصفي. وفي الولايات المتحدة وحدها، يوجد نحو 39 مليونًا، أو 12% من السكان.

ويفوق عدد النساء المصابات بالصداع النصفي عدد المصابين من الرجال بـ3 مرات، وتمثل هذه الحالة السبب الرئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم، للنساء اللاتي تتراوح سنهن بين 18 و49 عامًا.

الصداع النصفي والهرمونات
قالت الأستاذ المساعد المتخصصة في طب الصداع بجامعة كولورادو الأمريكية، دانييل ويلهور، إن العديد من العوامل، مثل الهرمونات، والوراثة، والبيئة وكيفية تنشيط بعض الجينات أو تعطيلها، تتسبب في إصابة الرجال والنساء بنوبات الصداع النصفي بنحو مختلف.

وأضافت، في مقال نشره موقع كونفرزيشن، أمس الأربعاء 9 أغسطس 2023، أن لهرمون الاستروجين والبروجسترون دورًا مهمًا في تنظيم العديد من الوظائف البيولوجية، ويؤثر في المواد الكيميائية المختلفة بالدماغ، وقد يسهم في الاختلافات الوظيفية والهيكلية في مناطق معينة من الدماغ تساعد على تفاقم الصداع النصفي.

تراجع هرمون الاستروجين
أوضحت الطبيبة الأمريكية أن التقديرات تشير إلى أن نحو 10% من جميع الأطفال، أولاد وبنات، يعانون من الصداع النصفي في مرحلة ما، لكن عندما تصل الفتيات إلى سن البلوغ، تزداد احتمالية إصابتهن، بسبب تذبذب مستويات الهرمونات الجنسية، خاصة الاستروجين، المرتبط بالبلوغ.

وكشفت عن أن بعض الفتيات يعانين من الصداع النصفي الأول في وقت قريب من أول دورة شهرية لهن، لكن الصداع النصفي غالبًا ما يكون أكثر شيوعًا وشدة خلال سنوات الإنجاب والحمل، لافتةً إلى أن نحو 50 إلى 60% من النساء المصابات بالصداع النصفي يعانين منه  في أثناء الدورة الشهرية.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف عوامل خطر جينية لمرض الانتباذ البطاني الرحمي لدى النساء

الحمل وسن اليأس
أضافت ويلهور أن الصداع النصفي يحدث عادةً في الأيام التي تسبق الحيض أو في أثناء الحيض نفسه، لأن انخفاض مستويات هرمون الاستروجين يؤدي إلى حدوث الصداع النصفي، وقد يكون الصداع النصفي في أثناء الدورة الشهرية أكثر حدة، ويستمر لفترة أطول منه في أوقات أخرى من الشهر.

وقالت إن الصداع النصفي يصيب النساء الحوامل بالوهن، خلال الأشهر الثلاث الأولى، ما يزيد من صعوبة تناول الطعام أو النوم أو شرب الماء، مشيرة إلى أن حدة الصداع النصفي تتراجع طوال فترة الحمل، بل ويختفي لدى بعض النساء، إلا أنه يزداد بعد الولادة.

لماذا تصاب النساء بالصداع النصفي؟
أرجعت الطبيبة ويلهور ذلك إلى انخفاض مستويات الهرمون، والحرمان من النوم والتوتر والجفاف وعوامل بيئية أخرى تتعلق برعاية الرضيع، وتزداد نوبات الصداع النصفي خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، وهي المرحلة الانتقالية للمرأة إلى سن اليأس، وتؤدي تقلب مستويات الهرمونات إلى تحفيزها، لكن مع تقدم سن اليأس، تتراجع النوبات تدريجيًّا.

وأضافت أن العديد من الأدوية قد تساعد في تقليل تواتر الصداع النصفي وشدته طوال فترة انقطاع الطمث، بما في ذلك العلاج بالهرمونات البديلة، التي تحتوي على هرمونات أنثوية، وتستخدم لتحل محل الهرمونات التي ينتجها الجسم بشكل أقل قبل انقطاع الطمث أو بعده.

اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: «المواد الكيميائية الأبدية» تقلل خصوبة النساء 40%

الصداع النصفي لدى الرجال
أوضحت دانييل ويلهور أن تواتر الصداع النصفي يزداد بقدر طفيف لدى الرجال في أوائل العشرينات من العمر، ثم تتراجع، لتعود إلى ذروتها في سن الـ50، ثم تبطئ أو تتوقف تمامًا. لافتة إلى أن هذا الأمر غير مفهوم علميًّا، على الرغم من أن العوامل الوراثية قد تتسبب في زيادة الإصابة.

وأضافت أن العلماء أمامهم مشوار طويل لمعرفة أسباب إصابة النساء والرجال بالصداع النصفي، وأن سد الفجوة بين الجنسين في أبحاث الصداع النصفي لا يُمكِّن النساء فحسب، بل يعزز أيضًا فهم الحالة ككل ويتيح الفرصة لعلاج الصداع النصفي بأسلوب أفضل.